لمحة عن عام 2020: الابتكارات المتعلقة بكوفيد-19
تعاون هذا العام العلماء، والمتخصّصون في الرعاية الصحية، وقادة الحكومات عبر دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لإيجاد حلول مبتكرة لجائحة كوفيد-19 المستمرة. ومن جهةٍ ثانية، شهد هذا العام الذي لا سابق له كمّاً هائلاً من البحث والتطوير في مجال المستحضرات الدوائية الحيوية، إذ عمل روّاد القطاع على الاستفادة من عقودٍ من الأبحاث والمعرفة العلمية لتطوير علاجات ولقاحات جديدة.
وقد أسفر هذا التعاون والاعتماد على المعرفة العلمية العميقة، وهي معرفةٌ نمت بفضل حماية قوية لحقوق الملكية الفكرية، وبفضل التعاون بين القطاعين العام والخاص، والاستثمار المتواصل في مجال الابتكار، عن توزيع لقاحات آمنة وفعالة حالياً حول العالم. وفي ما يلي نظرة عن كثب على استجابة قطاع المستحضرات الدوائية الحيوية، وروّاد القطاع، والحكومات عبر المنطقة للجائحة بسرعة شديدة.
الارتقاء بالتعاون بين القطاعين العام والخاص
يعمل القطاعان العام والخاص يداً بيد لإيجاد حلول تدفع عجلة الابتكار، وتلبّي احتياجات المرضى، وتدعم عمّال الرعاية الصحية، وجميع الواقفين على خط جبهة الجائحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فعلى سبيل المثال، وهبت شركة MSD Jordan ما يزيد عن 200 ألف دولار أميركي لدعم مؤسسات الرعاية الصحية، والمستشفيات، والجمعيات الطبية في مساعيها الدؤوبة لمحاربة كوفيد-19. وبالمثل، عقدت شركة باير (Bayer) شراكة مع مؤسسة Good Makers Foundation لمساعدة الحكومة والسلطات الصحية المصرية على رفع الوعي بأهمية التدابير الوقائية في الحدّ من انتشار الفيروس.
تعزيز حماية الملكية الفكرية
ظلّ تعزيز حماية الملكية الفكرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في طليعة الأولويات حين باشرت شركات المستحضرات الدوائية الحيوية عمليات التلقيح الآمنة والفعالة ضد كوفيد-19. وقد جرى التنويه على ذلك في المنتدى العالمي لتحديات الملكية الفكرية (IP20+ Global Intellectual Property Challenges Forum)، الذي ضمّ قادة الملكية الفكرية من مختلف دول مجموعة العشرين. كما أصدر القادة الحاضرون بياناً مشتركاً عبّر عن اعترافهم المتبادل بأهمية الملكية الفكرية في وضع حدٍّ لجائحة كوفيد-19، ووافقوا فيه على العمل يداً بيد على رعاية مزيدٍ من الابتكارات.
تقدُّم الابتكارات من خلال البحث والتطوير
سرّعت شركات المستحضرات الدوائية الحيوية عمليات البحث والتطوير لديها في مجال سعيها لإيجاد لقاحات وعلاجات آمنة لكوفيد-19. وقد أسفرت هذه الجهود فعلاً عن نتائج إيجابية، إذ أعلنت مؤخراً شركة Pfizer/BioNTech عن فعالية اللقاح لدى 95% من الحالات في الوقاية من انتقال عدوى الفيروس. وتمكّن الباحثون من الاستفادة من أُسُس الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) لزيادة الاستجابة المناعية لدى المشاركين في التجارب السريرية. ويرجع هذا التقدّم إلى حدٍّ كبير عموماً إلى حشد التعاون الدولي، والحماية الموثوقة للملكية الفكرية، والاستثمار في مجال البحث والتطوير.
لذا تمكّن قطاع المستحضرات الدوائية الحيوية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من الاستجابة بسرعة لجائحة كوفيد-19، وتسريع تطوير علاجات ولقاحات لدعم المرضى عبر دول المنطقة. وسيحتاج صانعو السياسات إلى ضمان استمرار التقدّم المُحرَز هذا العام في مجال مكافحة الفيروس، فضلاً عن السعي إلى إحراز مزيدٍ من التقدّم على صعيد الإصلاحات التي تُسهّل الابتكار، وتعزيز حماية الملكية الفكرية للقضاء على كوفيد-19 في نهاية المطاف.