الملكية الفكرية والاستجابة العالمية لــفيروس كوفيد-19 تحت المجهر
سلطت جلسة جمعية الصحة العالمية الثالثة والسبعون الضوء مؤخراً على الاستجابة العالمية لوباء فيروس كورونا (كوفيد-19). وفيما تسعى كافة الجهات ذات العلاقة على إيجاد حلول للتعامل مع هذه الجائحة، لا بد من التأكيد على الأهمية التي تحظى بها الملكية الفكرية ودورها في إيجاد منظومة لتعزيز الابتكار ، والسماح للمبتكرين بتطوير علاجات للمرضى في منطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، وحول العالم.
تعمل شركات الأدوية في جميع أنحاء العالم على مدار الساعة لتسريع تطوير العلاجات واللقاحات المحتملة لـلتعامل مع فيروس كوفيد-19، الناتج عن سلالة جديدة من الفيروسات التاجية. فعلى سبيل المثال ، بدأت شركة Gilead Sciences مؤخراً بدراسة المرحلة الثالثة لتقييم سلامة وفعالية عقار ريميديسيفير لدى البالغين، كما استفادت شركة AstraZeneca من خبرتها في الأمراض المعدية، وتكنولوجيا اكتشاف الأجسام المضادة، لإيجاد أجسام جديدة محايدة للفيروسات التاجية، في حين وافق معهد Paul-Ehrlich-Institut، الجهة التنظيمية في ألمانيا مؤخراً على التجارب السريرية للمرحلتين الأولى والثانية لتجربة اللقاح المحتمل على mRNA من شركة Pfizer و BioNtech. وفي جميع الأحوال، لازال العمل على قدم وساق لتطوير حوالي 400 علاج ولقاح محتمل للقضاء على فيروس كورونا، إضافة إلى إجراء أكثر من 1020 تجربة سريرية.
وقد ساعدت الحماية الفعالة للملكية الفكرية على الاستجابة السريعة، ولعب دور حيوي في تعزيز المنافسة ونشر المعرفة العلمية، وهو الأمر الذي ساهم في توفير حقوق الملكية الفكرية للمبتكرين، وحماية منتجاتهم من التقليد، وبالتالي تشجيعهم على تقديم أفكار جديدة، والمساهمة في تعزيز المنظومة العالمية للابتكار. ويعمل المبتكرون على نشر نتائجهم لإعطاء فرصة للأخرين والاستفادة من أبحاثهم كنقطة انطلاق للاكتشافات المستقبلية، بما في ذلك التقنيات الطبية المنقذة للحياة.
ويتطلع الكثير من الذين عانوا من آثار فيروس كورونا إلى حماية الملكية الفكرية بأمل كسبيل لإبتكار علاجات جديدة. وفي هذا الإطار، قال المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية فرانسيس غري: “إن استجابتنا للأزمة الحالية تثبت أن لدينا الحكمة الجماعية، البراعة والإبداع، لمواجهة هذه التحديات، وصياغة مستقبل آمن ومستدام، وفي الوقت الذي نتطلع فيه إلى تحقيق ذلك في المستقبل، نرى أن الابتكار هو الحل المناسب للتعامل مع التحديات العالمية المشتركة”.
ومن خلال التعاون بين القطاعين العام والخاص، تصبح فوائد حقوق الملكية الفكرية واضحة أكثر لتحقيق الأهداف المشتركة، وقد بذلت كل من الحكومات والشركات في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا جهوداً مختلفة لتقليل تأثير فيروس كورونا (كوفيد-19) على المرضى والعاملين في قطاع الرعاية الصحية، الذين يقفون في الخطوط الأمامية في مواجهة هذا الفيروس. فعلى سبيل المثال، تبرعت شركة نوفارتيس في الجزائر مؤخراً بمستلزمات طبية للصيدليات في المستشفيات، كما ساهمت شركة Boehringer Ingelheim Jordan في تقديم علاجات لمرض السكري، وأدوية القلب، والأوعية الدموية لوزارة الصحة الأردنية.
هذا، ويعتمد المبتكرون من جميع أنحاء العالم على حقوق الملكية الفكرية كحافز للتشجيع على اكتشاف المزيد من العلاجات الجديدة المنقذة للحياة، بما في ذلك الأدوية اللازمة للتعامل مع الأزمات الصحية العالمية.